أتحدث اليوم عن محاولات جوجل أو بالأحرى صراعات جوجل مع مواقع التواصل العالمية، وخاصة بعد أن قامت جوجل بتحديث ترتيب الصفحة أو ما يعرف بـ "البيج رانك" وتبين من هذا التحديث بأن حصل موقع التواصل الإجتماعي "تويتر" على المرتبة الأولى عالمياً وحصد العلامة الكاملة 10/10 وبينما حصل كل من موقع جوجل على المرتبة 10/9، وموقع التواصل الإجتماعي الفيس بوك الشهير بالإضافة إلى موقع ياهو واليوتيوب وبلوجر.
وأيضا في إحصائيات أليكسا نجد أن جوجل في المرتبة الأولى عالمياً، يليه المنافس الشديد له موقع التواصل الإجتماعي الفيس بوك، ثالثاً موقع اليوتيوب، رابعاً موقع الياهو، ونجد أن الويكيبيديا في المرتبة السادسة بينما موقع التواصل الإجتماعي تويتر في المرتبة الثامنة رغم حصوله على العلامة الكاملة في البيج رانك، ونجد أن موقع التدوين العالمي بلوجر في المرتبة الحادية عشر، ونلاحظ أن موقع التدوين المنافس لبلوجر الوورد برس يحتل المرتبة رقم 20 في ترتيبه لدى المواقع في أليكسا، وإن دل هذا فإنما يدل على أن جوجل الآن ومنذ فترة ليست بطويلة دخلت في صراع محتدم مع مثل هذه المواقع لبقاء متصفحي الإنترنت على تواصل دائم بها.

 صفقات رابحة:
وإذا رجعنا إلى الماضي قليلاً فسنجد جوجل قد نجحت في خطوات اتخذتها وأبقت موقعها على الصدارة في الترتيب العالمي، ونجد ذلك بعد أن فشلت جوجل باستقطاب متصفحي الشبكة العنكبوتية إلى موقع google video بعد أن دخل هذا الموقع في منافسة مع موقع اليوتيوب، ولكن جوجل فشلت في ذلك، والخطوة الصحيحة التي اتخذتها جوجل بأنها قامت بشراء موقع اليوتيوب الشهير.
أما الخطوة الثانية وهي شراء جوجل لموقع المدونات العالمي "بلوجر". هذا كان في السابق عندما كانت هذه المواقع هي المنافس الحقيقي لجوجل وبروزها بشكل جلي وواضح على الشبكة العنكبويتة.

منافسة شرسة:
ولكن الخطوة الأكثر خطورة وأهمية حديثاً هي "مواقع التواصل الإجتماعي" فنجد في هذه الأيام تنافس المواقع الإجتماعية بالإضافة إلى موقع جوجل على المرتبة الأولى عالمياً سواءً أكان التنافس على البيج رانك أو alexa، حيث نجد هناك تزايداً ملموساً وملموساً جداً على مواقع التواصل الإجتماعي الفيس بوك وتويتر وكلما زادت الزيارات على موقعٍ ما وبقي الزوار موجودون في هذا الموقع كلما ارتفع ترتيب الموقع وزادت قيمته لدى محركات البحث وراتفعت قيمته لدى البيج رانك واليكسا، وهذا ما يحصل مع الموقعان سالفان الذكر، بينما جوجل لم يكن أمامها إلا أن تخطو الخطوة الأولى كما فعلت في السابق مع الفيديو والتدوين، وهي "جوجل بلس".

جوجل بلس:
بعد أن قامت جوجل بإطلاق موقع التواصل جوجل بلس الخاص بها بتاريخ 28 يونيو، لعام 2011، ورغم أن التسجيل في هذا الموقع لم يكن مسموحاً إلا بواسطة الدعوات فقط بسبب أنه كان في طور النسخة التجريبية إلا أنه في الأسبوع الأول والثاني بلغ عدد المشتركين به ما يقارب 10 مليون شخصاً، وكان هذا الرقم مفاجأً للكثيرين، وحمل هذا الرقم الثقة الكاملة لدى شركة جوجل للتواصل والسرعة في إنجاز هذا الموقع الذي سيحقق لها الكثير الكثير ويجعلها في صدارة المواقع عالمياً، ووصلت الإحصائيات بعد 26 يوم من إنطلاقه إلى 25 مليون مشترك أي ما يعادل 1.000.000 مشترك يومياً، وهذا ما لم يحققه أي موقع تواصل على مستوى الشبكة العنكبوتية العالمية حتى المواقع العالمية الكبرى فيس بوك وتويتر وماي سبيس، وبعد ذلك فُتح جوجل بلس لأي شخص من سن 18 فما فوق بدون الحاجة لدعوة من شخص ما للإشتراك به وكان ذلك بتاريخ 20 سبتمبر، 2011، ومن مميزات موقع التواصل الخاص بشركة جوجل أنه قام بطرح خدمات جديدة لم تكن في مواقع التواصل الأخرى ومنها: الدوائر Circles، ومكالمات الفيديو Hangouts، والاهتمامات Sparks والمحادثات الجماعية Huddles، وبهذا تكون جوجل منافساً شرساً ضد مواقع التواصل الإجتماعية الأخرى العالمية.

انتقادات:
ولكن هناك بعد الإنتقادات الصريحة لهذا الموقع ومنها على وجه الخصوص التغيرات التي طرأت على ألبوم بيكاسا، والمعلومات الإجبارية، فعندما يقوم المشترك بالتسجيل في الخدمة يطلب منك تحديد الجنس ذكر أو أنثى بشكل إجباري، ويظهر هذا الإختيار للجميع، مما أثار هذا الأمر انتقاد العديد من المشتركين لعدم مراعاة خصوصيتهم، وقد أعلنت جوجل بعد هذا الإعتراض على أن تقوم بتطوير الخدمة ليتمكن المستخدم من حماية خصوصيته ليكون بإمكانه إخفاء خانة الجنس وأي خانة أخرى أو يريد عكس ذلك.
ومن بعض الأمور التي جاءت عكس التيار لدى موقع التواصل جوجل بلس هو قيام الحكومة الصينية بحظر هذه الخدمة في جميع أنحاء الصين نظراً لسياسة جوجل وهي رفض نظم رقابة الحكومات للإنترنت وكان هذا كجزاء من الحكومة الصينية تجاه جوجل، هذا ما أعلنته العديد من وكالات الأنباء. كما قامت أيضاً الحكومة الإيرانية يوم 11 يوليو بحظر الخدمة بسب قوانينها في الرقابة على الإنترنت.
كان هذا من قبل الحكومات ضد جوجل ولكن هناك دول ممنوع لها أن تستخدم هذه الخدمة بل جميع خدمات جوجل وخاصة الدول العربية مثل السودان وسوريا بسبب ادراج مثل هذه الدول لقائمة عقوبات المكتب الأمريكي لمراقبة الأصول الأجنبية.

ولكن السؤال المطروح الآن هلى سيكون موقع التواصل الإجتماعي لدى جوجل الأول يوماً ما ليحطم بذلك موقع الفيس بوك وتويتر وماي سبيس، أم أنه سيبقى ضمن المواقع منافسةً بين شدٍ ورخي، نظراً لتعود متصفحي الإنترنت على المواقع الأكثر شهرة سابقاً ونظراً لخدمات جوجل الجديدة التي لم توجد في المواقع السابقة؟ ومن برأيك الأفضل إذن؟

0 التعليقات Blogger 0 Facebook

إرسال تعليق

 
مدونة المبدع الفلسطيني © 2013. All Rights Reserved. Powered by Blogger
Top